تأثير الرسوم الجمركية الأميركية: اهتزاز الأسواق والأصول

• ترامب يؤكد استمرار الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ويضاعف الرسوم الجمركية على الصين.
  الصين ترد برسوم جمركية مضادة على الواردات الأميركية وإجراءات صارمة أخرى.
  كندا ترد برسوم جمركية وتتعهد بالمزيد إذا لم يتراجع ترامب.

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، مما أثار مخاوف من صراعات تجارية جديدة قد يكون لها آثار اقتصادية سلبية، وخاصة من حيث ارتفاع الأسعار.

الاستجابة العالمية لزيادة ترامب للرسوم الجمركية

أكد ترامب أن الرسوم الجمركية ستؤثر على الواردات من المكسيك وكندا، في حين تضاعف الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، وهو ما قد يؤثر على 2.2 تريليون دولار من التجارة الأميركية مع هذه الأطراف.

استجابت كندا والصين بسرعة للقرار، حيث أعلنت الصين عن رسوم جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على الواردات الأميركية اعتباراً من 10 مارس/آذار وسلسلة من التدابير الجديدة ضد كيانات أميركية محددة.

وردت كندا عبر رئيس وزرائها جاستن ترودو، الذي قال إن كندا سترد برسوم جمركية انتقامية فورية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 20 مليار دولار.

وقال ترودو أيضًا إن رسومًا جمركية أخرى بقيمة 86 مليار دولار ستدخل حيز التنفيذ في غضون 21 يومًا إذا ظلت الرسوم الجمركية الأميركية سارية.

تمتعت كندا والمكسيك بتجارة خالية من الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة على مدى العقود الثلاثة الماضية، مما يجعلهما أكبر شركاء تجاريين للاقتصاد الأميركي إلى جانب الصين.

وقال رئيس وزراء أونتاريو، كندا، إنه مستعد لقطع شحنات النيكل والكهرباء من مقاطعته إلى الولايات المتحدة ردًا على رسوم ترامب الجمركية.

وقال وزير الاقتصاد المكسيكي إن من المتوقع أن تعلن رئيسة البلاد عن ردها على رسوم ترامب الجمركية في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء.

تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الصينية على الاقتصاد والتضخم

أما عن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن الرسوم الجمركية الجديدة، التي تضاف إلى الرسوم الجمركية السابقة التي فرضها ترامب منذ توليه منصبه في ولايته الثانية، تنضم إلى الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها خلال ولايته الأولى في عام 2018، بقيمة 370 مليار دولار.

وتأتي هذه التوترات في ظل مؤشرات اقتصادية متباينة وسلبية إلى حد ما، خاصة في ظل تراجع مؤشرات التصنيع، وتأكيد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى 2.3%، نزولاً من 3.1% المسجلة في الربع الثالث من العام الماضي.

وفي الواقع، تأتي هذه الرسوم الجمركية قبل نحو أسبوع من إعلان أرقام التضخم الأميركية، وهو ما يزيد المخاوف من استمرار ارتفاعها وزيادة معاناة المستهلكين الأميركيين ودفعهم إلى التشكيك في سياسات ترامب في دعم الاقتصاد كما وعد في حملته الانتخابية.

تعقد الصين غداً الأربعاء اجتماعها البرلماني السنوي، وهو ما يزيد من حالة الترقب لما قد يخرج به هذا الاجتماع، وخاصة احتمال فرض رسوم جمركية إضافية تستهدف المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، والتي كبدت المزارعين الأميركيين خسائر بنحو 27 مليار دولار في ولايته الأولى.

كل هذه التوترات تدفع الأسواق بشكل كبير نحو المخاوف من أن يتسبب تأثير الرسوم الجمركية الأميركية في ركود اقتصادي، وخاصة في اقتصادات أميركا الشمالية التي تعتمد بشكل كبير على التجارة عبر الحدود في السلع المختلفة.

وقد يزيد هذا من المخاوف من مشاكل اقتصادية أعمق على الجانب الأميركي، في ظل العجز التجاري في السلع، والذي تجاوز 153 مليار دولار في القراءة الأخيرة.

ردود أفعال الأسواق على تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الأسواق العالمية

كان لهذه الأخبار تأثير سلبي على مؤشرات الأسواق المالية، بعد أن أغلقت مؤشرات السوق الأميركية الثلاثة على انخفاض حاد، حيث أغلق مؤشر نيكاي 225 الياباني منخفضاً بنسبة 1.34%.

في حين خسر مؤشر القياس التايواني 0.5%، انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.4%، وهبطت أسهم الشركات الكبرى في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.2%.

بالإضافة إلى ذلك، انخفضت العائدات على السندات الأميركية لأجل عامين وعشرة أعوام، واستمرت أسعار النفط الخام في الانخفاض، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى أن أوبك+ ستمضي قدماً في زيادة إنتاج النفط في أبريل المقبل.