التداول ينطوي على مخاطر عالية على رأس المال المستثمر، يجب فهم جميع المخاطر قبل الاستثمار.

الشركة لا تتعامل مع الأصول الافتراضية أو العملات المشفرة

الشركة مرخصة من هيئة سوق رأس المال الفلسطينية تحت رقم (PCMA/CFI/562776930)

اقتصاد

الأسواق المالية : أهم الأحداث وما هو قادم 21/04/2025-14

مجدي نوري
مجدي نوري
calendar
14 إبريل, 2025
header background

ملخص تنفيذي:

بعد تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومه الجمركية 90 يوما، يتناول تقرير الأسواق المالية لهذا الأسبوع أمورا هامة للغاية على صعيد الاقتصاديات الرئيسية.

كما يعرض التقرير العديد من الأمور الهامة سواء على صعيد قرارات البنوك المركزية الرئيسية، أو صعيد توضيح بعض المؤشرات الاقتصادية المهمة المنتظرة لهذا الأسبوع.

أهم النقاط الرئيسية:

  • المحللون يشيرون إلى ما يقوم به ترامب من دفع الدول إلى التخلي السريع عن الدولة وتهديد مكانة الدولار الأميركي.
  • الرئيس الصيني يبدأ جولة آسيوية مهمة جدا لتعزيز التعاون لثلاثة دول مهمة.
  • اليابان تتحدث عن أمور مهمة جدا تتعلق بالاقتصاد الياباني وتأثره المحدود بالرسوم، وتحذر من التخلي عن السندات الأميركية.
  • بنوك مركزية رئيسية تعقد اجتماعاتها لاتخاذ قراراتها إزاء الفائدة وأهمها الجانب الأوروبي.
  • أوروبا تتجهز لقراءة التضخم، ورئيس الفيدرالي الأميركي سيتحدث بعد تعليق ترامب لرسومه الجمركية مؤقتا.
  • الصين تنتظر إصدار أول قراءة للناتج المحلي الإجمالي الخاص بها فهل تفعلها وتؤكد تحسن اقتصادها.

الأسواق المالية: الاقتصاديات الرئيسية:

أولا. الاقتصاد الأميركي:

قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأجيل فرض التعريفات الجمركية لمدة 90 يوما، وذلك بعد ضغط كل من الأسواق والجمهوريين في الكونغرس الذين كانوا قلقين بشأن خطر الركود وما قد يفعله ذلك بآفاق الحزب الانتخابية.

وقد ساعد هذا القرار المفاجئ نوعا ما، في إرساء الهدوء في عموم الأسواق المالية في نفس يوم التأجيل، حيث سجلت سوق الأسهم ثالث أكبر ارتفاع في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ولتختم إدارة ترامب سلسلة الإجراءات المفاجأة مساء يوم الجمعة، حينما منحت استثناءات من الرسوم الجمركية المتبادلة الباهظة على الهواتف الذكية ومجموعة من المنتجات الإلكترونية الأخرى، ليعتبر ذلك بصيص أملٍ جيد.

ولكن تصريحات وزير وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بداية الأسبوع الحالي أعادت حالة من عدم اليقين، حينما قال أن الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى ستكون معفاة بشكل مؤقت، وانها ستواجه رسوما جمركية منفصلة إلى جانب أشباه الموصلات خلال الشهرين المقبلين، 

ومع هذه الإجراءات المفاجأة والقرارات المتعاقبة، بدأ الحديث بشكل كبير عن المخاطر التي قد تلحق بهيمنة الدولار الأميركي باعتباره العملة الأكثر طلبا بهدف تمويل التجارة العالمية.

وبدورها فقد قالت صحيفة الغارديان البريطانية أن إجراءات ترامب تهدد مكانة الدولار الأميركي، والذي انخفض بأكثر من 8% منذ بداية العام الجاري، وهو ما رآه رئيس أبحاث الصرف الأجنبي في دويتشه بنك بأن ترامب يخاطر بإعادة تقييم الجاذبية الهيكلية للدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية، ويسرّع من عملية التخلي عن الدولرة بسرعة شديدة.

فيما صرح راغورام راجان المحافظ السابق لبنك الاحتياطي الهندي وكبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي بأن السياسات غير المنتظمة لترامب تلحق الأذى بالصورة العالمية بشأن الاقتصاد الأميركي على المدى الطويل.

كل هذه الأخبار الخاصة بالاقتصاد الأميركي الأسبوع الماضي تزامنت مع بيانات اقتصادية متفائلة حول التضخم، سواء على صعيد مؤشر أسعار المستهلك التي هبطت إلى 2.4% لأول مرة منذ أكتوبر 2024، أو على صعيد مؤشر أسعار المنتجين التي انخفضت إلى 2.7% وهي أدنى قراءة منذ ديسمبر 2024، ما أعطى دفعة إيجابية للفيدرالي الذي كانت التحليلات تشير إلى احتمالية أن يقوم بتخفيض اسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 7 مايو القادم. حيث تشير توقعات fedwatch إلى احتمالية أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية بنسبة 78.6% مقابل احتمالية 21.4% لتخفيضها بنحو نصف نقطة مئوية.

فيما ستكون الأسواق هذا الأسبوع مع حديث مهم لرئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول في تاريخ 16 من ابريل الحالي، ليطلع الأسواق على آخر التطورات بعد إجراءات تعليق الرسوم الجمركية من جانب، وإصرار ترامب على معاداة الصين برفع الرسوم الجمركية الشاملة إلى نسبة مرتفعة جدا.

ثانيا. الاقتصاد الأوروبي:

بدأ الاقتصاد الأوروبي أسبوعه الماضي بمؤتمر التكنولوجيا النظيفة 2025، والذي استكشف مسار أوروبا في مستقبل تنافسي ومرن وخال من الكربون، والذي أكدت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على الدور المحوري الأوروبي لإرساء القدرة التنافسية الأوروبية كرائدة عالمية في مجال التكنولوجيا النظيفة، وحشد المزيد من التمويل للابتكار وتبسيط قواعد الأعمال، وذلك في ظل مواصلة العمل على دراسة وضع العلاقة الأوروبية الأميركية ومحاولة التوصل لمفاوضات مرضية للطرفين فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، مع إبدائها الاستعداد التام للرد في حال فشلت المفاوضات.

كما ردت المفوضية الأوروبية على أميركا، حينما قالت أن الاتحاد الأوروبي سيعلق الرسوم الجمركية المخطط لها على الولايات المتحدة لمدة 90 يوما والتي كانت ستدخل حيز التنفيذ في 15 من أبريل الجاري، وذلك بعدما أمر ترامب بإيقاف الرسوم الجمركية المتبادلة على الواردات الأوروبية التي تتجاوز المعدل الأساسي البالغ 10%.

فيما أكدت فون دير لاين أن الاتحاد يكثف جهوده حاليا لرفع الحواجز داخل سوقه الموحد، وذلك بهدف توفير الاستقرار والمرونة في أوقات عدم اليقين.

أما الجانب الألماني، فقد تعهدت إدارة فريدريش ميرز الجديدة بتخفيضات ضريبية، وتخفيضات في أسعار الطاقة، وإطلاق حملة استثمارية واسعة النطاق بين القطاعين العام والخاص، كخطوة للرد على التهديدات الأميركية في حال لم يتم التوصل لمفاوضات ناجحة.

وبدوره فقد رأى رئيس البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي غالاو أن أزمة الرسوم الجمركية الأميركية، قد تعمل على دفع أوروبا إلى استعادة السيطرة على مصيرها الاقتصادي.

ثالثا. الاقتصاد الياباني:

استضافت اليابان الاسبوع الماضي معرض إكسبو العالمي في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وذلك بمشاركة 160 دولة ومنطقة لعرض تقنياتها وثقافاتها وغيرها من الأمور، حيث تأمل اليابان بأن يمنح هذا الحدث العالمي بعض الأمل الاقتصادي في وقت تزداد الحاجة إليه، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا صراحة في كلمته الافتتاحية.

وقد كانت اليابان وقبل تعليق الرسوم الجمركية، أول الدول التي أعلنت عن مفاوضاتها مع الجانب الأميركي، والذي قال بدوره أنه سيعطي اليابان أولوية على غيرها من الدول التي مُنحت (بحسب الجانب الأميركي) الفرصة لعقد مفاوضات شاملة مرضية لجميع الأطراف.

وعلى الرغم من تعليق الجانب الأميركي تعريفاته الجمركية على اليابان، إلا أن إيفايلو ديكوف من شركة إيست سبرينغ للاستثمارات قال أن تأثير الرسوم الأميركية الجديدة على الاقتصاد الياباني قد تكون أقل مقارنة بدول مثل الصين والمكسيك، وذلك لأن الشركات اليابانية قد تتجه لتركيز نشاطها نحو النشاط المحلي وخاصة لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة.

كما شهد الين الياباني قوة أمام الدولار، وهو الأمر الذي كان قد طالب به الرئيس الأميركي، حينما هاجم ضعف بعض العملات مقابل الدولار، حيث انخفض الين بنسبة 3% تقريبا، ليصل أعلى مستوى منذ اكتوبر 2024، إلا أن المحللين قالوا بأن المركزي الياباني سيحتاج إلى وقت لتقييم مسألة رفع أسعار الفائدة، بهدف أن لا يؤثر ذلك سلبا على التعافي الاقتصادي الياباني أو أسواق الأصول، كما حدث في يوليو من العام الماضي.

أما على صعيد حيازة اليابان لسندات الدين الأميركية (وهي الأعلى عالميا)، فقد قال رئيس لجنة السياسات في الحزب الحاكم أن على اليابان أن لا تتسرع في بيع حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية بشكل عمد كنوع من الردود على الرسوم الجمركية الأميركية، وهو رفض صريح لاقتراح سابق باستخدام الحيازات كأداة تفاوض في محادثات التجارة الثنائية اليابانية الأميركية.

رابعا. الاقتصاد الصيني:

سينطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الإثنين جولته الآسيوية، بهدف تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في ظل تصاعد الحرب التجارية مع الجانب الأميركي، حيث سيزور فيتنام، قبل أن يتجه إلى ماليزيا وكمبوديا، في جولة وصفها المسؤولون الصينيون بأنها زيارات ذات أهمية بالغة.

ويشير المحللون إلى ان هذه الزيارات تهدف إلى التأكيد على نية الصين إظهار نفسها كشريك مستقر في تناقض صريح لسياسة ترامب التي توصف بأنها عدوانية.

وتشير التوقعات إلى ان الصين قد تعقد عشرات الصفقات مع فيتنام، في العديد من المجالات بما فيها البنية التحتية.

وبدورها فقد ناشدت الصين الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء الرسوم الجمركية البالغ 145% عاى جميع الواردات الصينية إلى السوق الأميركية، علما ان التعريفات الانتقامية التي فرضتها الصين بنسبة 125% حيز التنفيذ يوم السبت من الأسبوع الحالي.

وقد أشار بعض المحللين إلى انه  وعلى الرغم من أن الرسوم الجمركية بين الصين وأميركا قد يتم تعليقها في نهاية المطاف، إلا أن تعطل التجارة أو توقفها بين الجانبين قد يلحق الضرر بالاقتصادين الأميركي والصيني، إلى جانب إلحاق الضرر بالعديد من الدول.

حيث ستنخفض قدرة التصنيع أو تتعطل بشكل جزئي لدى المصانع الصينية والأميركية وما قد ينتج عنها من عمليات التسريح ورفع البطالة (علما ان معدلات البطالة لدى الصين وأميركا تقف عند مستويات مرتفعة)، علما أن التجارة المتبادلة بين البلدين تقدر بنحو 582 مليار دولار أميريكي.

كما أن هذه الأضرار قد تلحق ببعض الدول التي تعتمد في اقتصادياتها على استيراد الصناعات النهائية الأميركية التي تعتمد بشكل او بآخر على استيراد بعض السلع الوسيطة من الجانب الصيني.     

خامسا. الأسواق المالية: التقويم الاقتصادي:

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.